بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

طوبى لكوستي


عادل ابراهيم عبدالله
adilcolour@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27

الى أ.عادل الزين ..وحيداً يفنى في المدينة
احيانا اجترار الذكريات يحيلك الى لحظة من المكاشفة ..هناك في قاع الصراح حيث تضيع في نفسك – وللأسف العمر أقصر من أن يكون ! ، والغياب ذاكرة متسعة نحو الأجمل ، لذا اتلاشى حد الكينونة وانفصم الآن ..ما اهوى .,
للقدر والليل مدينة في الدم ، السماء و نجماتها تلك عرجون قديم للوصول . أدلف اليك ..وأجدني ..طيب’’ مثل هذا الطين وأثداء الحنين ، اخلع عني الترهاق واحزان ( الجالوص) فللأسى وهج كالديانة في هذا المساء ..- لاذع البون ما بين ان افكر والخمول ، لماذا اذن ؟؟!
الم اقل ان المساء مفعم جدا بالحنين ، وهكذا وجدتني او وجدتها – لايهم- كفراشات الدم المحتملة بعد السقوط ..آخر البستان – رحيق الحلم ، نشوة الفراشات العناق
وطوبى لكوستي..
أيقظت النهر ذات مرة وذابت في الطمي فسمعنا زغاريد الجروف /عرس الأخضرار..
وهكذا كانت تدخل المدينة اوجاعي ..، كوستي لماذا كلما حاولت تفسير الذات في تجاويفها العميقة .. لاأقدر عليَ ! .
هي كوستي ..زحمة الأسواق ، عمارات الأندلس في صمتها تراقب زخم التناقض بين الأشلاق والكمبو ..، الرابعة ..صوفية تنسك النصر- القدس ، لاتنسى الرديف
..رديف ذاتك في المرايا ..آخر ..خفي .. بعيد ، أعلم الآن ان المدينة تسكنني ،هذه الميناء ..وليس من ثمة نوارس .
ليبر..، باقة موية أو قربة في حمى الرمال ..الى الغرب ،الباخرة (نمولي) تفض عباب النيل الأبيض – قديس الجنوب - في طقس مهيب..، مدني..مدني
السريع ..مدني ..مدني طالع – هم السوق الشعبي الرصيف ..
- ياآخ منقطعين ...الخ
- معليش يابن عمى لا مواخذة بيت الأدب ..
- يازول أتفضل ..يازول انت ماصايم ولاشنو..اتفضل جاي ..
يااااااااااااااااااااااه لكم تحيلك هذه العبارات لعظيم المعنى..الرحيل ..السفر الشقا ،السوداني في (السوداني) كحقيقة مجاورة في معايشة اليومي ، فكيف - - بغير ما سبق – أكون ؟ ولو..!
وتدخلين أنحائي وانت شاسعة تجاه الأخضر المدى واللون ..الصحاب ، وانا بعض اليأس وأمسيات تناجي صوت (طرقعة) حذائي على الأسفلت في شوارع المدينة آخر الليل (براي) من (برة) ومعاك ..، هو ليل المدينة والفوانيس بلونها الأحمر الدامي على أوجه الموتى/الأحياء ..عشاق المدينة، في طقس الغيابات – الحانات والمنفى الرحيم ، اذن (هي غربة في الروح ) أو حسنا نحو التلاشي بفعل الأنهزام امام حاضرات المدينة – الفجيعة ، ولعلهم أنبياء الحريق – موتاها وفوضاها – يشتهون حتفهم بديلاً للأختناق ...
اغتالوك حبيبتي ! اغتالوك ! ، ونحن نعافر الذكرى ..فقط ،ماتبقى من رماد الأمس ذاكرة الحصار . حادث ( الرفاس ) ينشر النار-الملح في في جرحك ،يغيب الدفء عن حضن المدينة ..ولكم بكينا ..ولم يجد الدمع في صدى الغائبين عن دورة النبض في دامنا . ولك الشحوب – بعد الموت – وحدك!
ولنا الغربة والنزوح في المجهول وأنت جواز السفر – أناشيد الغريب .
كم توازين في الوريد ؟ فهذا الحريق ..قارص !، وبعد –امارسك الآن سراً-للأسف فقلبك قد يخون مثل جل الرائعين ، الراحلين منك ..المغادرين الى جهنم في القريب، الصاعدين بعيداً في السحيق .
كم كنا حمقى ! فالسلوان تكريس للذاكرة في ان تثبت الالم اعماق الحنايا ..يامدينة كيف السلوى ؟
لا الحبيبة لا سكك المدن (الودار) تمحوك مني : كوستي القوز/المنطقة الصناعية/سوق ازهري/الشبيبة غالبة واكتوبر نزل/ عوض شلك ،النقل النهري-اللواء عشرين /خور الكجم /الدريسة، وراس المال الفضيلة ومعنى الانتماء
مدرسة التجاني محمد خير، سينما منيب عبد ربه ،احمد عبدالقيوم – لست اذيع سرا في ان اي فصل في اي مدرسة بالمدينة هو فصل من عشق وامتزاج للنسيج الأجتماعي فيما كان البارحة..
فطوبى للغرباء ! ، غير انه دوما هذا ال( يثور) قلبي – لااظن ، على كل هي العصبية او قلبي-عفواً ماسر الثورة في القلب ، للصبية ام الوطن /المقصلة ، حصاد الدم الطامح ..
قد لا ندركها مدينة – انداية تفتح في شوارع دمي البعيدة او ليس غير الليل من انيس لجراح المتعبين يتكررون على الطرقات والمدينة تذوي وتنزوي في انحناء قصي لروح الهزيمة المفاجئة تجاه الغياب .
وفخ التماسك نشوة في النشيد ، ليس فراغاً في الروح ولكنه الفقر..الفقرالأغواء الأكيدلجميع الثوار و...و..وكفاك ضراعة كالدرويش لن تفضيك الدروب الى مهرب ! ول دبرك للنيل وابتسم للدعاش ..هكذا، لذا كبري كوستي الجديد يعلو في الوسط وكأن القمح وحده قد صار الأغنية ! .
لاعليك
انا ادري كم هي باردة هذه اللغة وهي تفلسف الجراحات والحمى ميلاداً لدورة النزيف في مدى ازدواج الهاجس : أشواك التحقق – التجربةوأشواق الحنين – الأحتراق ..فضاء اللقيا..فليكن.
ولعلني لست ادري ن اين كنت تبتدرين موتي اوانا كنت انهي فصل الشتاء المشتهى اثر الغياب ، هي خفقات الشوارع..الشرفات ..الظلام وهنا كانت تموت المدينة !او لعلنا كنا نموت ..
لك من اجمل المحتوى من الامنيات بصباح مفعم بالدفء في بلاد على الأقل او الأسوأ انها " عربية " حتى تلقي ربك – نيلك الابيض القديم ، هذا ان صمد .
لاعليك
هذا ماحملته الغربة يداي مني اليك ، مثل اشواقي ان اعرفك يا آلهة المدائن القديمة ..
لبيك ان القلب لك ..لبيك ..لاشريك لك ..لبيك