بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 12 يوليو 2012

كوستي والخريف



                                                      تكريم لاعبي فريق واحة كوستي - الرياض


                                                                   مدينة تندلتي

الأربعاء، 11 يوليو 2012

صور

                                                                              استاد كوستي


                                                          فريق واحة كوستي بالرياض - السعودية

                                                          تكريم الأخ / جلال سيد أحمد - الرياض السعودية



                                                        من الإعجاز العددي في القرآن الكريم

لقاء - جريدة الخرطوم


الثلاثاء، 10 يوليو 2012

احتفالات المولد النبوي في كوستي


ولموسم مولد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في  كوستي  ذكريات جميلة ، كان الوالد عثمان فضايلو (أطال الله عمره ) وبجانب عمله في المستشفى من كبار صناع حلاوة المولد الموسمية بكوستي ، بجميع أنواعها ، الفولية ، السمسمية ، الحمصية ، السمنية ، الهريسة ، الحلاوة المصرية ، جوز الهند , جميع أنواع العرائس والحصين وكل ألعاب الأطفال وغيرها .
     كنا نقوم بالتحضير للمولد النبوي الكريم قبل فترة طويلة ، بتنظيف الفول والسمسم وتجهيز قوالب ألعاب الحلاوة وتجهيز كل المواد التي تتطلبها صناعة حلاوة المولد من زينة وشماسي وورق ومن سكر ودقيق وصواني ( يقول المثل - ما كلُّ من لفّ الصواني حلِواني- ) واحضار مستلزمات صنع الحلوى الأخرى من روح موز أو ورد وجوز هند وسكر جلكوز وألوان ( يتم الشراء من الخرطوم أو من دكان  عوض أبو مرين بكوستي )  
وبعد أن تتم كل التجهيزات ، نبتديء صناعة الحلوى وقبل فترة طويلة من المولد والذي كان نكهته الكبرى هى الفرحة بذكر النبي (صلى الله عليه وسلم ) وفرحة الصغار والكبار بشراء حلاوة المولد ، ذلك ديدن كل مدن السودان وحتى الآن ( لانُدخل أنفسنا في الأمور الدينية الأخرى دون أن ندخل في جدل هل الإحتفال بالمولد مباح أم لا) ولكننا عموما كنا نستمتع بتلك الأيام  الجميلة العامرة بذكرى النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كانت كل الطرق الصوفية وغيرها تأتي إلى ساحات المولد وتنصب خيمها ، وتفرش السجاد والبروش وتضيء الأنوار والزينات ، والمايكرفونات ، ومنهم من يقرأ سيرة المولد النبوي الشريفة ،ومنهم من يمدح الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ومن من يقدم المحاضرات الدينية .اضافة إلى أقسام البائعات لسلطة الروب واللقيمات والطعمية والرز باللبن وغير ذللك  من أشياء وأكلات ، وهي ليالٍ جميلة ، بديعة ، مليئة بالسمر البوحِي و بالسُّمو الُّروحي ، ومتشبعة بجمال ونشوة عوالم  من الفرح اللانهائي ، حتى يجيء (يوم القفلة ) وهو آخر يوم  وبعده تنتهي أيام المولد الجميلة ونظل نحلم بعودتها قريبا وبعد سنة تعود سريعة .
      ايضا نقوم البلدية ( المجلس البلدي آنذاك) قبل المولد بفترة بالتجهيز والتخطيط لميدان المولد بكوستي . ويقسم الميدان إلى عدة أقسام ، منها أقسام الطرق الصوفية  وأقسام الحلويات ومحلاتها ، وهذه كانت تهمنا كثيرا . كنا نحضر مع الوالد ( الله يطراه بالخير) إلى ساحة المولد يوم المزاد ، ويحضر كذلك كل تجار حلاوة المولد في ذلك الزمان البديع ،وأذكر منهم على سبيل المثال  أولاد عكاشة ، وسفيان صالح أبكر ، وغيرهم من مستوردين للحلاوة المصرية ، وتجار الجملة . يبدأ مزاد الدكاكين أو الرواكيب ، ( رواكيب بيع الحلاوة ) وكان الوالد يحرص على  المزاودة في مكان دكانه المعروف والذي يحرص عليه في كل عام ، وكان بقية المزاودين من التجار يحترمون رغبته كثيرا ، ولا يزودوا عليه في سعره الذي يقوله أو يفتتح به المزاد ( يتآمرون على البلدية ) وبعده يتم التسجيل ودفع قيمة المحل ، ويبقى بعد ذلك تعب نقل مواد تنصيب الراكوبة أو الدكان ومعظمها كانت رواكيب أو صيوانات صغيرة تنصب كمحلات لبيع الحلاة وتتم زينتها بورق الزينة الملون والذى يأتينا من مصر عن طريق أمدرمان وتتم بهرجة المحلات بالزينة والأنوار ، وطاولات عرض الحلويات ، والبترينات للناس المروقين . 
          وفي أيام المولد السعيدة ، نقوم بالنهار بعملية تصنيع الحلاوة  ،  كانت مهمتي أنا أن أذهب للحطابة في الطرف الشمالي الشرقي لكوستي لإحضار الحطب ، أو من الحطابة في حي أزهري ولو كان قنطارا أو قنطارين ، لا توجد مشكلة في إحضاره ، أقوم بتوصيله بالعجلة ،  وإذا كان أكثر من ذلك يتم تأجير كارو أبو حصان واحد ، لأ ن ابو حصانين غالي . ويتم طبعا لغلي السكر احضار الحلل الكبيرة ( القوز) وعمل لدايات لإيقاد النار ( مافي حلاوة من غير نار ) وبعدها وقبل أن تنضج الحلاوة نقوم بتجهيز الفول أو الدقيق أو السمسم وتجهيز الصواني  ومسحها بالسمن البلدي لإعطاء النكهة المميزة ،وعندما تنضج الحلاوة كانت هي تلك هى ذروة الإنفعال والصياح والسرعة في تقديم المطلوب منا وفي تلك اللحظة ( سر الصنعة ) لابد من أداء كل شيء بسرعة رهيبة حتى لا تتجمد الحلاوة ويخرب كل شيء ( وتتباع بعدين دقة )، وبعد أن يتم صنع الحلاوة أو الحلة الأولي ، نقوم بتقطيعها بالسكين إلى قوالب متساوية ويتم تخزينها وإعدادها للبيع .ثم ننظف الحلل ونستخرج منها دقة الحلاوة ونضعها في مكان بعيد  حتى نبيعها بعد نهاية المولد للأطفال المشترين في المنزل ، وهكذا نقضى جُلَّ نهار المولد في تصنيع الحلاوة بجميع أنواعها ، وايضا عمل حلوى العرائس والقيام بتلبيس كل عروسة على حدة ، تعلمنا وقتها ، كيفية تلبيس عروســة المولد وكيفية تزيينـــه بالورق الملـــــــــــّون ( الكروشيه ) وبالشماسي وغير ذلك من فنون حببت إلينا الفنون في كل حياتنا ، وطريقة عمل حلوى عرائس المولد ، ودقيقـــة ، ومعقدة ، وتتطلب  براعـــة  في الصناعـــة ، نقوم بتحضير القوالب الخشب المنحوتة ، والتي تصنع في مصر ، من نوع معين من الأخشاب ، التي تتحمل غمرها بالماء في براميل للتتشبع بالرطوبة ، وبعد ذلك نربط (بالدوبارة ) كل قطعين من القوالب مع بعض لإعطاء الشكل النهائي للعروسة أو الفيل أو الحصان ، وبمعنى آخر يتم نحت الفيل مثلا  في نصين ، نص لليمين ونص لليسار(يُقسِّم    إلى نصين من ظهُره بالتساوي ) في كل قالب وعندما نربط الجزئين مع بعض نقوم بصب الحلاوة المصنعة في القالب الرطب  فتتجمد وتأخذ شكل المنحوتة من الداخل ، وبعد أن تتجمد ، نفك الدوبارة ونخرج اللعبة كاملة ، جميلة ، ولامعة . وذلك فن وبديع صنعة . بعدها وبعد العصر نذهب لميدان المولد للبيع وجني الأرباح  ( الما بيشقى ما بيلقى ) كما تقول الوالدة رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وكنا نشقى ونلقى ونستمتع بليالي المولد الجميله .
         وهكذا تمر ذكريات السنين سراعا ، وللمولد في كوستي وفي كل موسم ذكريات مختلفة ، وذكريات اجمل ، ومكاسب أكثر.

مدينة كوستي - السودان


العبادي يحكي قصة كوستي


العبادي يحكي قصة كوستي


العبادي يحكي قصة كوستي


العبادي يحكي قصة كوستي