بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 يناير 2015

يا جمعية أصدقاء مستشفى كوستي

مرحب بناس مستشفی كوستي 
..وأصدقاء المستشفی..
.التحية والود لكم.
..المستشفی دي حقتنا نحنا أسياد الوجعة الوجع ماوجعكم انتو..براكم..نحنا.إتربينا فيها عديل...المستشفی دي.... وكنا بنمشي ليها مرتين تلاتة في.اليوم..ودينا الغداء ...والفطور...وبعنا فيها قزاز الدواء...وحلاوة المولد....وعرفونا كل ناسها وزوارها وعرفناهم صغيرا وكبيرا...ممرضات وممرضين ودكاترة ومدراء وموظفين... ..وعمالا..وغفراء..الله يذكر الجميع بالخير.كانت روحنا ومحل راحتنا ...كنا من عنبر الجراحة...لعنبر الباطنية...للدرجة...كنا أصدقاء للمرضی ...ومتابعين لحالاتهم ونحن صغار...كيف لا نكون كذلك ونحن كبار...كنا نسأل الوالد (نسأل الله له الرحمة ) كيف حال المريض فلان اليوم والمريض التاني العضاه الدبيب..اصبح كيف ...فيخبرنا انه مات فنبكي...ونتألم لموته ونحن لا نعرفه...ونفرح ...ونمتليء بهجة وسرورا عندما نعرف ان المريض خرجوه بالسلامة...عرفنا ..كل الأمراض الوبائيةالمنتشرة في المنطقة من ملاريا وتايفوئد ودوسنتاريا وبلهاريسيا وسحائي...عرفنا الامراض المعدية...من سل وكوليرا وغيرة والكرنتينة...حضرنا زمن العلاج المجاني لكل مواطن ..حبة الصباح..وحبة الضهر ..وحبة بالليل..عرفنا اسماء الادوية. ..التترا سايكلين والكينين..والبنسلين ياتمرجي. عرفنا الدرب وسيور الدرب واستخدمناها في كل شيء..حتی في (السفنجات المقطوعة ) لا مؤاخذه جاءت احدی قريباتنا زائرة من الخرطوم وأعطيناها سفنجة من النوع المربط المذكور ... وجاءت واحدة من الجارات لتسلم عليها ...وبعد السلام والتحايا...والسؤال عن الحال سألتها وعينها ترقب السفنجة إياها...متين جيتي ..خلاص دخلوكي عالم الدرب ؟؟؟؟
حتی بعد دخولنا للجامعة كنا نسافر للدراسة ونرجع علی حساب تصاريح السفر من المستشفی ...وتذكرة الباص قبل شهرين كوستي الخرطوم ماشي وجاي فوق ال 150 الف...عشنا زمن المستشفی الجميل في كل شيء ...في وفرة الادوية...فرة الدكاترة...في كل التخصصات ..وفرة...الكفاءات المهنية والنظافة في كل شي والترتيب والنظافة والتهذيب والانسانية في كل التعامل...مع مرضی القری والحضر....
تبدل الحال كثيرا ..كل شيء بالدفع ...يا تدفع ...يا تطلع..حتی الدخول لعنبر الحوادث بالدفع ...تأثرت كثيرا لمنظر المرضی في حوادث مستشفی كوستي من ثلاثة أشهر تقريبا ...خفت علي مشاعر وحواس المرضی ..قدرت ظرف مرضهم ...و راعيت عدم استفزاز مشاعرهم...فلم أقم بالتصوير...مروحة السقف واحدة واقفة ...وبي ريشتين...الثالثة مكسورة...السراير متسخة بالكامل من دهانها حتی ...ما فرش عليها من ملاءات متسخة..وبقايا أثمال ..بعضها به لحاف مغطی بمشمع تشققت أطرافه...وبلا مخدة...عدد السرائر كبیر ولا يتناسب مع حجم العنبر الصغير...لا تكييف ولا إنارة...وزحمة مرضی وممارضين..وأطباء امتياز..البلاط متسخ...لاتوجد أية أجهزة تدل علی أن هذا المكان عنبرا للحوادث ...إمتلأت حسرة..وضياعا..وودارا ...وقرفا...وتأففا....وتحسرا علی ما آل إليه حال المستشفی التعليمي الكبير...ذهبت للعنبر رقم 2 وهو كما أظن مخصصا لناس الربو والحساسية ...شاهدت بأم عيني ..كمامة التنفس لمرضی الربو تخدم عدة مرضی في نفس الوقت...ومريضة نفسها في ضيق شديد ...عرفت فيما بعد انها توفيت فحزنت عليها حزنا عميقا....لم يفارقني منظرها...ابدا وهي تبحث عن نفحة أكسجين ....تعيدها للحياة...
سيروا وعين الله ترعاكم وثقوا أن كل ماتبذلونه لأهلكم المرضی عظيم الجزاء وعظيم الأجر ...وعظيم العطاء....
ونتابع ايضا ما يقدمه ...شارع الحوادث ...لشراء الأدوية لأطفال كوستي...
ولنا لقاء...قريب..

ليست هناك تعليقات: